حكم البقاء بمكة بعد طواف الوداع

حكم البقاء بمكة بعد طواف الوداع

أقمت بمكة يومًا بعد طوافي للوداع بسبب الاستعداد للسفر مع . الرحلة المنظمة والرفقة، فهل يلزمني إعادة طواف الوداع مرة أخرى قبل السفر مباشرة حتى يكون آخر عهدي بمكة هو الطواف؟ وما الحكم لو سافرت ولم أتمكن من إعادة الطواف مرة أخرى؟

دار الإفتاء المصرية تجيب:-

طواف الوداع الذي أديته حصل به طوافك وتوديعك البيت، وليس عليك - بإقامتك يوما بعده في مكة - إعادة الطواف؛ لأن هذا لا يُعد إقامة . حقيقية تُخرِجُ طوافك عن كونه آخر عهدك بالبيت؛ فإنك لم تنو الإقامة، ولم تتخذ مكة المكرمة دارًا للمكث؛ بل كان ذلك لانشغالك بالسفر وارتباطك بتجهيزاته.

الفقهاء وإن اختلفوا في المراد بالوداع: هل هو وداع النسك أو لا وداع البيت، إلا أنهم متفقون على تفصيل بينهم في ضابط ما تحصل به الإقامة عند كل مذهب - على أن المكث بمكة بعد طواف الوداع بسبب الاشتغال بأسباب الخروج لا يتحقق به معنى الإقامة الذي يوجب إعادته، وهذه الأسباب تختلف باختلاف الزمان والأحوال وما يحكم عليه عُرفًا بأنه من مقتضيات الخروج واستعدادات السفر، فيدخل تحته ما يتعلق بالرجوع إلى مكان الإقامة - الفندق، وانتظار الفوج أو الرفقة . التي يسير معها، وانتظار وقت رحلة الطائرة أو المواصلات التي يسافر عليها، وإن استغرق التجهيز يوما أو أكثر؛ لأن هذا لا يخرج عن كونه خروجًا ووداعا في العادة.

قال الإمام ابن قدامة الحنبلي في المغني) (۳۳۹/۵): فأما إن : قضى حاجة في طريقه، أو اشترى زادًا أو شيئًا لنفسه في طريقه، لم يُعده لأن ذلك ليس بإقامة تخرج طوافه عن أن يكون آخر عهده بالبيت، وبهذا قال مالك، والشافعي، ولا نعلم مخالفًا لهما» اهـ.