recent
أخبار ساخنة

ما حكم زيارة مقامات الأنبياء وآل بيت النبوة والصحابة والشهداء والصالحين؟

محرر
الصفحة الرئيسية

ما حكم زيارة مقامات الأنبياء وآل بيت النبوة والصحابة والشهداء

والصالحين؟

الجواب طبقا لدار الإفتاء المصرية:

 

زيارة مقامات الأنبياء وآل بيت النبوة والصحابة والشهداء والصالحين من أقرب القربات وأرجى الطاعات قبولا عند رب البريات؛ فإن زيارة القبور على جهة العموم مندوب إليها شرعًا؛ حيث حث النبي صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم على زيارة القبور فقال: «زُورُوا الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكَّرُ الْمَوْتَ». رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضوالله عَنْهُ، وفي رواية أخرى للحديث:  فَإِنَّهَا تُذَكَّرُ الآخِرَةَ .

ما حكم زيارة مقامات الأنبياء وآل بيت النبوة والصحابة والشهداء والصالحين؟


وأولى القبور بالزيارة بعد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قبور آل البيت النبوي الكريم والصحابة، وقبورهم روضات من رياض الجنة - وفي زيارتهم ومودتهم ب وصلة لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى اللَّهِ وَسَلَّمَ كما قال الله تعالى: ﴿قُل لَّا أَسْتَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى [الشورى: ٢٣].

وزيارة الأنبياء وآل بيت النبوة والصحابة والشهداء والصالحين مشروعة بالكتاب والسنة وعمل الأمة سلفا وخلفا بلا نكير فمن الكتاب الكريم قوله تعالى: ﴿قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مسْجِدًا ﴾ [الكهف: ٢١].

 

فجعلت الآية بناء المسجد على قبور الصالحين التماسًا لبركتهم. و آثار عبادتهم أمرًا مشروعًا، قال الإمام البيضاوي: لما كانت اليهود والنصارى يسجدون لقبور أنبيائهم تعظيما لشأنهم، ويجعلونها قبلة، ويتوجهون في الصلاة نحوها، واتخذوها أوثانا، لعنهم الله ومنع المسلمين عن مثل ذلك ونهاهم عنه، ( أما من اتخذ مسجدًا بجوار صالح أو صلى في مقبرته وقصد به الاستظهار بروحه ووصول أثر من آثار عبادته إليه - لا التعظيم له والتوجه - فلا حرج عليه؛ ألا ترى أن مرقد إسماعيل في المسجد الحرام عند الحطيم ثم إن ذلك المسجد أفضل مكان يتحرى المصلي بصلاته، والنهي عن الصلاة في المقابر مختص بالمنبوشة؛ لما فيها من النجاسة اهـ). ومن السنة النبوية الشريفة: أن النبي المصطفى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قام بزيارة قبر أمه السيدة / آمنة عليها السلام؛ فقد روى الإمام أحمد ومسلم في صحيحه».

 

ما حكم زيارة مقامات الأنبياء وآل بيت النبوة والصحابة والشهداء والصالحين؟

 وأبو داود وابن ماجه وغيرهم من حديث أبي هريرة رضي اللهُ عَنْهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الِهِ وَسَلَّمَ زار قبر ،أمه، فبكى وأبكى من حوله، وأخبر أن الله تعالى أذن له في زيارتها، ثم قال: «فَزُورُوا الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكَّرُ الْمَوْتَ .

وقد وصى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الهِ وَسَلَّمَ أمته بآل بيته، فعن زيد بن أرقم رضي اللَّه عَنْهُ قَالَ: قَامَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فِينَا خَطِيبًا بِمَاءٍ يُدْعَى «خُمًّا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، فَحَمِدَ اللَّهِ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَوَعَظَ وَذَكَّرَ، قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ أَلَا أَيُّهَا النَّاسُ، فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَ، وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ: أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللَّهِ، فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ، فَخُذُوا بِكِتَابِ اللهِ وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ فَحَتْ عَلَى كِتَابِ اللهِ وَرَغْبَ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: «وَأَهْلُ بَيْتِي، أَذَكِّرُكُمُ اللَّهُ فِي أَهْلِ بَيْتِي، أَذَكِّرُكُمُ اللَّهُ فِي أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللَّهُ فِي أَهْلِ بَيْنِي». رواه مسلم.

 

بل إن زيارة الإنسان لقبورهم أكد من زيارته لقبور أقربائه من الموتى كما قال سيدنا أبو بكر الصديق رَضِوَاللَّهُ عَنْهُ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَرَابَةُ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَصِلَ مِنْ قَرَابَتِي، وقال رَضَ اللَّهُ عَنْهُ أيضًا : «ارْقُبُوا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الِهِ وَسَلَّمَ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ رواهما الإمام البخاري في صحيحه، والصلة لا تنقطع بالموت، بل إن زيارة القبور جزء من الصلة التي رغب فيها الشرع الشريف.

 

ولزيارة الأنبياء وآل بيت النبوة والصحابة والشهداء والصالحين فضيلة عظيمة؛ فإن المتوفى يرد السلام على من يزوره ويسلم عليه، ورد السلام دعاء؛ فقد صح عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ أنه قال: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُرُّ عَلَى قَبْرٍ أَخِيهِ كَانَ يَعْرِفُهُ فِي الدُّنْيَا فَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ إِلَّا رَدَّ اللهُ عَلَيْهِ رُوحَهُ حَتَّى يَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ ، وفي رواية: «إِذَا مَرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرٍ يَعْرِفُهُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ رَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ وَعَرَفَهُ، وَإِذَا مَرَّ بِقَبْرٍ لَا يَعْرِفُهُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ رَدَّ عَلَيْهِ السَّلامَ». رواه ابن أبي الدنيا في «القبور»، والصابوني في «المائتين»، والبيهقي في «شعب الإيمان، وابن عبد البر في الاستذكار» -و«التمهيد»، والخطيب في تاريخ بغداد، وصححه ابن عبد البر وعبد الحق الإشبيلي في «أحكامه» والعراقي في تخريج الإحياء»، والمناوي .

 

ما حكم زيارة مقامات الأنبياء وآل بيت النبوة والصحابة والشهداء والصالحين؟

واحتج به ابن القيم الحنبلي في كتاب الروح ) (ص: ٥)، ونقل ابن تيمية في مجموع الفتاوى ) (۳۳۱/۲٤) عن ابن المبارك أنه قال: ثبت ذلك. عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى اللَّهِ وَسَلَّمَ . ولا ريب أن دعاء آل البيت والصالحين أرجى عند الله قبولا وأقرب من الله وصلا ووصولاً.

 

وقبور الأنبياء وآل بيت النبوة والصحابة والشهداء والصالحين مواضع مباركة يُستجاب عندها الدعاء؛ فإن قبور أهل الجنة روضات من رياض الجنة؛ إذ يقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى اللِهِ وَسَلَّمَ: «القَبْرُ إِمَّا رَوْضَةٌ مِن رياض الجنَّةِ، أَو حُفْرَةٌ مِن حُفَرِ النَّارِ». أخرجه الترمذي في السنن من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، والطبراني في المعجم الأوسط». من حديث أبي هريرة رضوَاللَّهُ عَنْهُ، وابن أبي الدنيا في القبور» والبيهقي في إثبات عذاب القبر من حديث ابن عمر وروى الحافظ أبو موسى المديني في اللطائف من علوم المعارف» (رقم: (٣٠٦) عن الإمام أحمد بن حنبل رضوَاللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «قبورُ العِبَادِ مِن أهل السنة روضة من رياض الجنة» اهـ.

 

وقبور آل بيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى اللَّهِ وَسَلَّم تتنزل عليها البركة والصلاة من الله تعالى في كل آن؛ فإنه لا يخلو زمان من عبد يصلي داعيا ، في صلاته بحصول الصلاة والبركة على سيدنا محمد وآل سيدنا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الهِ وَسَلَّم، كما في الصلاة الإبراهيمية، وهذا يقتضي تجدد ) الصلوات والبركات والرحمات على أضر حتهم وقبورهم في كل لحظة .

وحين؛ فهم موضع نظر الله تعالى، ومن نالهم بسوء أو أذى فقد تعرض الحرب الله عزوجل، كما جاء في الحديث القدسي: من عادى لي وَلِيًّا فقد *

آذنته بالحرب». رواه البخاري من حديث أبي هريرة رضوَاللَّهُ عَنْهُ.

 

ما حكم زيارة مقامات الأنبياء وآل بيت النبوة والصحابة والشهداء والصالحين؟

وكذلك كانت سيرة الصحابة الكرام فقد أخرج الحاكم في المستدرك) والبيهقي في السنن الكبرى» ودلائل النبوة: عن علي بن الحسين عن أبيه رَض اللهُ عَنْها: أن فاطمة عليها السلام بنت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم كانت تزور قبر عمها حمزة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كل جمعة؛ فتصلي وتبكي عنده». قال الحاكم في المستدرك: - هذا الحديث رواته عن آخرهم ثقات، وقد استقصيتُ في الحث على زيارة القبور تحريًا للمشاركة في الترغيب، وليعلم الشحيح بذنبه أنها سنة  مسنونة». وقال في موضع آخر من المستدرك: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وروى عبد الرزاق في المصنف، والبيهقي في السنن الكبرى أن ابن عمر رضي اللَّهُ عَنْها كان إذا قدم من سفر دخل المسجد ثم أتى القبر فقال: «السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أبا بكر، السلام - عليك يا أبتاه.

 

وعلى ذلك جرى علماء الأمة وفقهاؤها ومحدثوها سلفًا وخلفا: قال الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب (۱): قال الحاكم في. تاریخ نيسابور»: «سمعت أبا بكر محمد بن المؤمل يقول: خرجنا مع إمام أهل الحديث أبي بكر بن خزيمة مع جماعة من مشايخنا، وهم إذ ذاك متوافرون إلى زيارة قبر علي بن موسى الرضا بطوس، قال: فرأيت من تعظيمه يعني ابن خزيمة لتلك البقعة وتواضعه لها وتضرعه - عندها ما تحيرنا»» اهـ.

 

وروى الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (۱) عن إبراهيم الحربي أحد أئمة الحديث أنه قال: «قبر معروف (يعني الكرخي) الترياق المجرب».

وروى أيضا عن المحاملي أحد أئمة الحديث أنه قال: «أعرف قبر معروف الكرخي منذ سبعين سنة ما قصده مهموم إلا فرج الله همه». قال الذهبي في سير أعلام النبلاء»: «وعن إبراهيم الحربي قال: قبر معروف الترياق المجرب»، يريد إجابة دعاء المضطر عنده لأن البقاع المباركة يستجاب عندها الدعاء» اهـ.

وقال ابن حبان في الثقات (۳) في ترجمة علي بن موسى الرضا وقبره بسنا باذ خارج النوقان مشهور يزار بجنب قبر الرشيد، قد زرته . مرارا كثيرة، وما حلت بي شدة في وقت مقامي بطوس فزرت قبر علي بن موسى الرضا صلوات الله على جده وعليه ودعوت الله إزالتها عني إلا ) استجيب لي وزالت عني تلك الشدة، وهذا شيء جربته مرارا فوجدته كذلك اهـ.

 

ما حكم زيارة مقامات الأنبياء وآل بيت النبوة والصحابة والشهداء والصالحين؟

وفي كتاب الحكايات المنثورة للحافظ الضياء المقدسي الحنبلي بخطه - وهو مخطوط محفوظ بالمكتبة الظاهرية تحت رقم 1 مجاميع-: أنه سمع الحافظ عبد الغني المقدسي الحنبلي يقول : إنه خرج في عضده شيء يشبه الدمل، فأعيته مداواته، ثم مسح به قبر أحمد بن حنبل فبرئ ولم يعد إليه».العلامة.

ولمفتي الديار المصرية الأسبق خاتمة المحققين الشيخ محمد بخيت المطيعي كلام متين في تقرير أثر زيارة الصالحين وآل البيت؛ حيث يقول في رسالته تطهير الفؤاد عن دنس الاعتقاد (1) قال المناوي في شرح عينية ابن سينا في النفس»: قال الناظم في كتاب زيارة القبور»: تعلق النفس بالبدن عظيم جدا؛ حتى إنها بعد المفارقة تشتاق وتلتفت إلى الأجزاء البدنية المدفونة؛ فإذا زار إنسان قبر آخر وتغاضى عن العلائق الجسمانية والعلائق الطبيعية توجهت نفسه . إلى العالم العقلي فتواجه نفسه نفس الميت ويحصل منهما المقابلة كما في المرآتين، فيرتسم فيها صورة عقلية بطريق الانعكاس، ويحصل لها بذلك كمال. اهـ.

وقد ذكر الغزالي نحو ذلك مع زيادة بسط وتحقيق، فقال: المقصود من زيارة الأنبياء والأولياء والأئمة: الاستمداد من سؤال المغفرة وقضاء - الحوائج من أرواحهم، والعبارة عن هذا الإمداد الشفاعة، وهذا يحصل من جهتين الاستمداد من هذا الجانب والإمداد من ذلك الجانب. ولزيارة المشاهد أثر عظيم في هذين الركنين أما الاستمداد: فبانصراف همة صاحب الحاجة عن أموره العادية باستيلاء ذكر المزور على الخاطر، حتى تصير كلية همته مستغرقة في منبه ذلك، ويقبل بكليته على ذكره وخطوره بباله، وهذه الحالة سبب الروح ذلك الشفيع أو المزور؛ حتى تمد روح المزور الطيبة ذلك الزائر -

بما يستمد منها، ومن أقبل بكليته وهمته على إنسان في دار الدنيا فإن ذلك الإنسان يحس بإقبال ذلك المقبل عليه؛ لخبره بذلك، فمن لم يكن في هذا العالم فهو أولى بالتنبه، وهو مهيأ لذلك التنبه؛ فإن اطلاع من هو خارج عن أحوال العالم على بعض أحوال العالم ممكن ؛ كما يطلع  من هو في المنام على أحوال من هو في الآخرة: أهو مُتاب أم مُعاقَب ؟ ) فإن النوم صنو الموت وأخوه؛ فبسبب الموت صرنا مستعدين لمعرفة. أحوال لم نكن مستعدين في حال اليقظة لها، فكذا من وصل إلى دار الآخرة ومات موتاً حقيقياً كان بالاطلاع على أحوال هذا العالم أولى وأحرى، فأما كلية أحوال هذا العالم في جميع الأوقات فلم تكن مندرجة في سلك معرفتهم، كما لم تكن أحوال الماضين حاضرة في معرفتنا في منامنا عند الرؤيا.

 

ما حكم زيارة مقامات الأنبياء وآل بيت النبوة والصحابة والشهداء والصالحين؟

 ولإيجاد المعارف معينات ومخصصات منها: همة صاحب الحاجة وهي استيلاء ذكر صاحب تلك الروح العزيزة على صاحب الحاجة، وكما تؤثر مشاهدة صورة الحي في خطور ذكره وحضور نفسه بالبال فكذا تؤثر مشاهدة ذلك الميت ومشاهدة تربته التي هي حجاب قالبه؛ فإن أثر ذلك الميت في النفس عند غيبة قالبه ومشهده ليس كأثره في حال حضوره ومشاهدة قالبه ومشهده. ومن ظن أنه قادر على أن يحضر في نفسه ذلك الميت عند غيبة مشهده كما يحضره عند مشاهدة مشهده فذلك ظن خطأ؛ فإن للمشاهدة أثرًا بينا ليس للغيبة مثله، ومن استعان في الغيبة بذلك الميت لم تكن . هذه الاستعانة أيضًا جزافًا ولا تخلو من أثر ما؛ كما قال المصطفى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مَن صلى عليَّ مرة صليت عليه عشرا، و من زارني   حلت له شفاعتي.

 

فالتقرب بقالبه الذي هو أخص الخواص به وسيلة تامة متقاضية للشفاعة، والتقرب بولده الذي هو بضعة منه ولو بعد توالد وتناسل - والتقرب بمشهده ومسجده وبلدته وعصاه وسوطه ونعله وعضادته، والتقرب بعادته وسيرته وبما له مناسبة إليه يوجب التقرب إليه ومقتض الشفاعته؛ فإنه لا فرق عند الأنبياء والأولياء في كونهم في دار الدنيا وكونهم في دار الآخرة إلا في طريق المعرفة؛ فإن آلة المعرفة في دار الدنيا الحواس الظاهرة، وفي العقبى آلة بها يعرف الغيب؛ إما في صورة مثال. وإما على سبيل التصريح. وأما الأحوال الأخرى في التقرب والقرب والشفاعة فلا تتغير.

 

والركن الأعظم في هذا الباب الإمداد والاهتمام من جهة الممد وإن لم يشعر صاحب الوسيلة بهذا المدد؛ فإنه لو وضع شعر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ أو سوطه أو عضادته على قبر عاص أو مذنب النجا ذلك المذنب ببركات تلك الذخيرة من العذاب، وإن كان في دار إنسان أو بلد لا يصيب سكانها بلاء وإن لم يشعر بها صاحب الدار أو ساكن : البلد؛ فإن اهتمام النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ وهو في العقبى مصروف إلى ما هو له منسوب، ودفع المكاره والأمراض والعقوبات مفوّض من الله تعالى إلى الملائكة، وكل ملك حريص على إسعاف ما حرص النبي صلوات الله عليه بهمته إليه عن غيره، كما كان في حال حياته؛ فإن تقرب

الملائكة بروحه بعد موته أزيد من تقربهم بها في حال حياته اهـ. وكان علماء المسلمين وعوامهم عبر العصور يزورون قبور الأنبياء والصالحين وآل البيت المكرمين ويتبركون بها من غير نكير:

 

موضوعات ذات صلة:

 



ما حكم ترك المبيت بمنى للضَّعَفَة والمرضى والنساء من الحجاج؟


ما حكم المبيت بمزدلفة؟ ما مقدار الوقوف بالمزدلفة؟ هل عدم المبيت يفسد الحج؟


هل يجوز رمي الجمرات بعد منتصف الليل؟ وما حكم التوكيل في الرمي؟

ذبح الفدية خارج الحرم.. إذا وجب عليَّ دمُ الفدية هل يجوز الذبح خارج الحرم في بلدي ؟

 حكم البقاء بمكة بعد طواف الوداع


google-playkhamsatmostaqltradent