تعاني الكثير من الأمهات من مشكلة التبول اللاإرادي الليلي لأطفالها، اذ يستطيع الطفل في الكثير من الأحيان التحكم في التبول نهارًا ولكنه يظل خلال فترة النوم غير قادر علي التحكم بنفسه.
وفي هذا التقرير نرصد لكي أسباب التبول الليلي لطفلك، وطرق التعامل معه والعلاجات المتاحة.
الابتعاد عن المشروبات الغازية
أكد الدكتور رفعت الجابري استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة أن أقصي سن للطفل يمكن أن يظل خلاله غير قادر علي التحكم بالتبول خلال النوم هو 5 أو 6 سنوات، ولكن بعد ذلك من المفترض أن يكون قادر بشكل كامل على التحكم بالتبول خلال النوم.
وحذر دكتور رفعت الجابري من تجاهل مشكلة التبول اللاإرادي عند الأطفال لأنها تساهم في كثرة إصابته بنزلات البرد لاسيما في الشتاء، إلى جانب إصابته بتعب نفسي شديد بسبب احساسه بالدونية لعدم تحكمه في البول.
وقال الجابري أن غالبية حالات التبول اللاإرادي ليست عضوية، وإنما نفسية ولتجنب تكرار التبول ليلًا يجب أولُا عدم شرب الطفل لأي مشروبات غامقة قبل النوم بحوالي 4 ساعات مثل "الشاي والكاكاو والمشروبات الغازية" لأنها تزيد من ادرار البول.
وأضاف أن قبل النوم مباشرة يجب أن يدخل الطفل الحمام، كما يتم اعطائه عدة أدوية تساعد المثانة علي الاتساع بشكل أكبر لحمل كم أكبر من الماء، محذرًا من السخرية من الطفل المصاب بهذه الحالة أو توقيع عقوبات عليه بسبب فعلته.
التهابات المثانة
أوضحت دكتور سارة تيسير أخصائي طب الأطفال أن حتي يتم الحكم على الطفل أنه مصاب بـ"التبول اللاإرادي" لابد أن يتكرر هذا الأمر خلال عدة أيام وليس مرة أو مرتين بالمصادفة.
وأكدت أنه يجب عدم التعليق علي تبول الطفل أمام أي أشخاص أو حتي أشقائه، وكذلك عدم توقيع عقوبات عليه أو مقارنته بالأخرين لأن هذا يزيد من تفاقم المشكلة.
وأضافت أن أغلب الأسباب وراء التبول اللاإرادي هي أسباب نفسية ومنها شعور الطفل بالتوتر جراء الأمتحانات أو نتيجة تدريب الطفل مبكرًا علي دخول الحمام بالقوة دون أن يكون مستعدًا لذلك.
وشددت أن الشوكولاتة والمشروبات الغازية بكثرة تساهم في زيادة ادرار البول، كما أن إصابة الطفل بالتهابات في المثانة أمر شائع ولا يجب تجاهله ومن أعراضه تغير في لون البول وشكوي الطفل من ألم عند التبول.
وأشارت دكتورة سارة تيسير إلى أنه من الضروري عدم تجاهل التبول اللاإرادي عند الطفل لأنه قد يصاب بالتهاب في المثانة وفي الجهاز التناسلي من كثرة البلل.
ونصحت الأباء بشراء جهاز جديد مخصص للتبول اللاإرادي يتم وضعه بجوار السرير يقوم بإصدار صوت عالي فور وجود أي بلل على السرير، وبالتالي يتم تنبيه الطفل حتي يدخل الحمام سواء وحده اذا كان كبيرً أما الأصغر سنًا يقومون بالدخول بصحبة الأم.
الصراع النفسي وراء تبول طفلك ليلًا
أوضحت رشا صليب أخصائية الأمومة وعلم النفس أنه لا يمكن تشخيص طفل أنه مصاب بـ"التبول اللاإرادي" تحت 4 سنوات لأن حتي هذا الوقت لا تكون المثانة مكتملة النمو، وبين 4 و5 سنوات نبدأ في ملاحظته وحل المشكلة مبكرًا إن وجدت.
وقالت أن الطفل المصاب بـ"التبول اللاإرادي" عادة يعاني من القلق والصراع النفسي ومخاوف من الليل والظلام واللصوص، أو قلق بسبب وجود خلافات بين أفراد العائلة أو انفصال الأب والأم وبالتالي تهتز ثقته بنفسه ويعبر عن عدم احساسه بالأمان بهذا الشكل.
ولفتت رشا صليب إلى أن صرامة الأم بشكل زائد عن اللزوم، واصرارها علي تدريب طفلها على الحمام قبل عمر من عام ونصف حتى سنتين أو استعداد الطفل الشخصي يزيد من فرص اصابته بـ"التبول اللاإرادي".
وأشارت أن من الأسباب العضوية التي تتسبب في الاصابة بهذه الحالة التهابات مجري البول ومرض السكري وصغر حجم المثانة وافراز الطفل للبول بشكل أكبر ولخبطة الهرمونات.
