يُعدّ زيت ناقل الحركة أحد أهم العناصر الحيوية في سيارتك، فهو المسؤول عن تزييت مكوّنات القير، تبريدها، وتنظيم الضغط الداخلي الذي يسمح بانتقال التروس بسلاسة.
ومع مرور الوقت، يتعرّض هذا الزيت للتدهور نتيجة الحرارة، الاحتكاك، وترسّب الشوائب، ما يؤدي إلى فقدانه خواصه الأساسية. وعندما يفقد الزيت كفاءته، تبدأ المشاكل بالظهور تدريجيًا، وقد تتطور لاحقًا إلى أعطال كبيرة ومكلفة.
في هذا المقال نعرض أبرز العلامات التي تشير إلى أن زيت ناقل الحركة قد أصبح ملوّثًا أو متدهورًا، وأن السيارة تحتاج تدخّلًا فوريًا قبل أن تتعرض لأضرار جسيمة.
1. تغيّر لون الزيت أو ظهور رائحة احتراق
من أبسط طرق فحص حالة زيت القير هو التحقق من لونه ورائحته.
فالزيت السليم يكون عادةً شفافًا أو مائلًا للوردي الفاتح، بينما يدلّ تغيّره إلى لون أحمر داكن أو بني على بدء تدهوره. أما ظهور رائحة احتراق قوية، فهي علامة واضحة بأن الزيت فقد خصائصه ولا بد من تغييره فورًا، لأن الاستمرار في القيادة بهذه الحالة قد يعجّل بتلف القير الداخلي.
2. انزلاق التروس وفقدان العزم
عندما يصبح الزيت ملوثًا، يفقد النظام الهيدروليكي داخل القير ضغطه الطبيعي، ما يؤدي إلى انزلاق التروس أو انتقالها بشكل غير منتظم.
هذا العرض يُعدّ من أخطر الأعراض، لأن تجاهله قد يؤدي إلى تآكل القطع الداخلية أو تعطّل ناقل الحركة بالكامل.
3. ظهور أصوات طنين أو همهمة غير مألوفة
الأصوات الغريبة داخل ناقل الحركة غالبًا ما تشير إلى وجود خلل في تدفّق الزيت.
فإذا ظهر الطنين أثناء الرجوع للخلف، فقد يكون هناك انسداد في مجرى الزيت.
وإن ظهر أثناء القيادة، قد يدلّ ذلك على مشكلة في محوّل العزم (Torque Converter).
وفي كلتا الحالتين، يحتاج الأمر إلى فحص عاجل لتجنب أعطال أكبر.
4. صعوبة في الرجوع للخلف
عدم قدرة السيارة على التحرك للخلف قد يكون سببه ببساطة أن الزيت أصبح متسخًا وغير قادر على التدفق داخل القير بالشكل المطلوب.
وفي كثير من الحالات، يكون تغيير الزيت في الوقت المناسب كافيًا لحل المشكلة قبل أن تتطور إلى خلل ميكانيكي خطير.
5. أصوات صرير أو طحن داخل القير
عندما يمتلئ الزيت بالشوائب، يفشل في أداء مهمته في التزييت، مما يؤدي إلى احتكاك بين المكوّنات الداخلية للقير.
هذا الاحتكاك غالبًا ما يظهر على شكل أصوات طحن أو صرير.
وحتى إن كان مستوى الزيت طبيعيًا، فإن جودته المتدهورة قد تكون سبب هذه الأصوات.
6. ارتفاع حرارة القير أو المحرك
يلعب زيت ناقل الحركة دورًا أساسيًا في نقل الحرارة من القير إلى نظام التبريد الخاص به.
وعندما يفقد الزيت خصائصه، ترتفع حرارة ناقل الحركة، ثم تنتقل الحرارة الزائدة إلى المحرك نفسه.
ارتفاع الحرارة هنا ليس مجرد مؤشر بسيط، بل تحذير مبكر على وجود خلل يتطلب تدخلًا فوريًا.
الخلاصة
العناية بزيت ناقل الحركة ليست خيارًا ثانويًا، بل ضرورة أساسية لحماية السيارة من الأعطال المكلفة.
راقب حالة الزيت بانتظام، لاحظ لونه ورائحته، ولا تنتظر حتى تظهر الأعراض المتقدمة.
فالصيانة الوقائية دائمًا أقل تكلفة وأسهل بكثير من إصلاح أعطال القير عند حدوثها.
